أسعار الشحن البحري تهدد الاقتصاد العالمي
تم النشربتاريخ : 2021-06-16
تعاني صناعة الشحن البحري العالمية أزمة حادة في الوقت الراهن نتيجة نقص الحاويات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في كلفة الشحن فضلا عن التأخير في استلام البضائع المشتراة وبصفة خاصة البضائع الواردة من الصين.
وبحسب تقارير عالمية فإن جائحة (كوفيد 19) والتعافي من تداعياتها الاقتصادية الذي يسير على نحو غير متساو بين دول العالم تسببا في هذه الازمة التي ظهرت على نحو مفاجئ في دول آسيا وان كانت ثمة دول أخرى في العالم تتضرر منها بشكل أو بآخر.
إن الازمة الأكبر ما تزال قائمة وسط تحذيرات من أن ارتفاع تكاليف الشحن قد يؤثر في امدادات السلع الرئيسية أو أسعار البضائع الاستهلاكية وما يزال من الصعب التنبؤ بالتأخير طيلة المدى في التجارة والمستهلكين فلا أحد يعرف على وجه اليقين متى سيتحسن الوضع أو ما اذا كان قد يتفاقم.
ان بعض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نقص الحاويات وارتفاع أسعار الشحن العالمي تعود إلى ما يلي:-
1. قيام شركات الملاحة العالمية بوقف تشغيل أكثر من 50 % من بواخر الحاويات وذلك لغايات خفض المصاريف الإدارية والتشغيلية وذلك لعدم توقع تلك الشركات بعودة التجارة إلى وضعها الطبيعي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر الأمر الذي أدى إلى زيادة عرض في الحاويات المتوفرة للشحن ونقص في البواخر التي ستقوم بنقل هذه الحاويات.
2. تعطل الكثير من الحاويات الفارغة في الموانئ الأميركية والأوروبية خلال فترة الإغلاقات اثناء جائحة (Covid 19) الأمر الذي أدى إلى ترتيب أعطال حاويات في الموانئ تفوق القيمة الحقيقية للحاويات الأمر الذي دفع الكثير من شركات الملاحة للتخلص عن تلك الحاويات لان الأعطال التي ترتبت عليها أكثر من قيمتها وهذا بالطبع أدى إلى نقص حاد في الحاويات الفارغة والتي تعتبر العصب الرئيسي لتشغيل بواخر الحاويات.
3. تمتلك شركات الشحن ما يقرب من نصف الحاويات في العالم والباقي مملوك لشركات متخصصة في تأجير الحاويات وحيث ان معدلات التأخير للحاويات الجديدة ارتفعت أكثر من 75 % في الربع الثاني من هذا العام 2021 وهذا يعتبر أحد العوامل التي اثرت على ارتفاع أجور الشحن البحري.
4. ارتفاع أسعار الحاويات الجديدة أكثر من 100 % خلال هذا العام والسبب في ذلك زيادة الطلب على شراء الحاويات الجديدة لتعويض النقص الحاصل في السوق العالمي وكذلك ارتفاع أسعار الحديد الذي يستعمل في صناعة الحاويات.
ان المستفيدين من هذا الطلب المتزايد هم الصينيون الذين يهيمنون على السوق العالمية لصناعة الحاويات الجديدة.
5. إن إجراءات الوقاية في النقل بين الدول رفعت ايضاً من حجم التكاليف يضاف لها تكثيف حركة النقل والشحن التجاري من الصين قبل بدء ما يسمى بعيد الربيع في الصين (إجازة لمدة شهر) مما أدى إلى ضغط كبير على بواخر النقل ويستمر تعديل الوضع لمدة طويلة بعد هذا الانقطاع.
6. محاولات شركة الشحن البحري العالمية من تقليل الخسائر نتيجة أشهر من التوقف ساهمت ايضا برفع اجور الشحن والنقل.